في سياق الإختلاف الحاصل حول تحديد مكتشف القارة الأمريكية ، وبعكس ما تشير إليه العديد من المصادر التاريخية الغربية وحتى المدرسية من خلال مقررات مادة التاريخ، تطالعنا العديد من الروايات الأخرى مستندة إلى دلائل تاريخية حول إمكانية أن يكون المسلمون أول الواصلين إلى القارة الأمريكية.
وهنا نشير إلى أن وجود الحقائق التاريخية والوثائق بين أيدي هذا المؤرخ أو ذاك لا يضمن الاتفاق بين المؤرخين على تأويلها نفس التأويل لأن لكل مؤرخ وجهة نظره ودوافعه، لهذا فالمؤرخ هو من يتخذ القرار المسبق في عملية ترتيب النصوص والوثائق التي تخدم وجهة نظره، لهذا لا يمكن أن نضمن اتفاقا بين المؤرخين على حدث معين ، فلكل تأويله وتحليله.
لهذا عند تحليل النصوص التاريخية لا بد من الوقوف على علاقة المؤرخ بالوثائق والحقائق التي يملكها بين يديه كمواد خام للدرس والتحلي، هل يعتمدها كحقيقة مسلم بها؟ أم يقارنها بمعطيات أخرى مثل التحدث عن الإيديولوجيات والمواقف السياسية السائدة في العصر التي كتبت فيه الوثائق ؟ وكذلك مقارنتها بالموقف السياسي لكاتب الوثيقة وعلاقته بعصره.
0 التعليقات:
إرسال تعليق